عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ï·؛ : ((ثَلَاثٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ : رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالفَلَاةِ يَمْنَعُهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاللهِ لَأخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إلَّا لِدُنْيَا ، فَإنْ أعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى ، وَإنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ)) رواه مسلم.
|
عن عُمَرَ بنِ أبي سَلمة رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينكَ، وكُلْ مِمَّا يَليكَ)). متفقٌ عَلَيْهِ.
فيه: الأمر بالتسمية عند الأكل، والأكل باليمين، ومن الجانب الذي يليه. |
عن أَبي هُريرة رضي الله عنه قال: مَا عَابَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، إن اشْتَهَاهُ أكَلَهُ، وَإنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.
في تعييب الطعام كسر لقلب صاحبه، وفي مدحه الثناء على الله سبحانه وتعالى وجبر لقلب صاحبه. |
عن أَبي مسعود البَدْريِّ رضي الله عنه قال: دعَا رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنعَهُ لَهُ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ، فَلَمَّا بَلَغَ البَابَ، قَالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ هَذَا تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ، وَإنْ شِئْتَ رَجَعَ)). قَالَ: لا، بل آذَنُ لَهُ يَا رَسُولَ الله. متفقٌ عَلَيْهِ. قال الشارح: هذا لا يخالف ما جاء في حديث آخر من اتباعه صلى الله عليه وسلم أنسًا رضي الله عنه لما دعاه الخياط للضيافة، لأن هذا محمول على ما إذا لم يعلم برضا رب المنزل فبخلاف ما إذا كان واثقًا برضاه.
|
عن عمر بن أَبي سَلمَة رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ غُلامًا في حِجْرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يَا غُلامُ، سَمِّ اللهَ تَعَالَى، وَكُلْ بِيَمينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)). متفقٌ عَلَيْهِ.
قَوْله: ((تَطِيشُ)) بكسرِ الطاء وبعدها ياءٌ مثناة من تَحْت، معناه: تتحرك وتمتد إِلَى نَوَاحِي الصَّحْفَةِ. في هذا الحديث: آداب الأكل والأمر بالأكل مما يليه إذا كان لونًا واحدًا. |
عن جَبَلَة بن سُحَيْم، قَالَ: أصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ مَعَ ابن الزُّبَيْرِ؛ فَرُزِقْنَا تَمْرًا، وَكَانَ عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما يَمُرُّ بنا ونحن نَأكُلُ، فَيقُولُ: لا تُقَارِنُوا، فإنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عنِ الاقرَانِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِلاَّ أَنْ يَسْتَأذِنَ الرَّجُلُ أخَاهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.
قال العلماء: إن كان يعلم رضا الشركاء بقرنه بينهما جاز مع الكراهة والنهي عن القرآن من حسن الأدب في الأكل. قوله: (نهى عن الإقران): قال ابن الأثير: كذا روي، والأصل القران. |
عن وَحْشِيِّ بن حرب رضي الله عنه أنَّ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يَا رسولَ اللهِ، إنَّا نَأكُلُ وَلا نَشْبَعُ؟ قَالَ: ((فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ)) قالوا: نَعَمْ. قال: ((فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ)) رواه أَبُو داود.
فيه: أنَّ البركة تنزل مع الجماعة. زاد الطبراني من حديث ابن عمر: ((فإن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة)). |
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا أكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلا يَمْسَحْ أَصَابِعَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَها)). متفقٌ عَلَيْهِ.
أي: يلعقها هو، أو يلعقها أهله، أو ولده، أو خادمه ومن لا يستقذر منه. قال الخطابي: عاب قوم أفسد عقلهم الطرفه، فزعموا أن لعق الأصابع مستقبح. |
عن أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَنَفَّسُ في الشَّرابِ ثَلاثًا. متفق عَلَيْهِ.
يعني: يتنفس خارجَ الإناءِ. فيه: استحباب التنفس في الشراب ثلاثًا، ويجوز بنفس واحد كما ورد في بعض الرويات. |
عن أنس رضي الله عنه قال: حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فقامَ مَن كَانَ قَريبَ الدَّارِ إِلَى أهْلِهِ، وبَقِيَ قَوْمٌ، فأُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَخْضَبٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فَصَغُرَ المخْضَبُ أنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَتَوَضَّأَ القَوْمُ كُلُّهُمْ. قالوا: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: ثَمَانِينَ وزيادة. متفق عَلَيْهِ، هذه رواية البخاري.
وفي رواية لَهُ ولمسلم: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا بإناءٍ مِنْ ماءٍ، فَأُتِيَ بقَدَحٍ رَحْرَاحٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ماءٍ، فَوَضَعَ أصابعَهُ فِيهِ. قَالَ أنسٌ: فَجَعلْتُ أنْظُرُ إِلَى الماءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْن أصَابِعِهِ، فَحَزَرْتُ مَنْ تَوضَّأ منه مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلَى الثَّمَانينَ. في الحديث: علم من أعلام النبوة. والرحراح: الواسع المنبسط قريب القعر. وفيه: جواز الوضوء من إناء الخشب ونحوه. |
عن أَبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((ساقي القوم آخِرُهُمْ شُرْبًا)). رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ). قال النووي: هذا أدب من آداب ساقي الماء واللبن ونحوهما وفي معناه من يفرق على الجماعة مأكولًا كلحم وفاكهة وغيرهما، فليكن المفرق آخرهم تناولًا منه لنفسه.
|
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ البَيَاضَ؛ فَإنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ)). رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ).
في الحديث: استحباب لبس البياض، وأنه أطيب من غيره من سائر الألوان. |
عن أُمِّ سَلَمَة رضي الله عنها قالت: كَانَ أحَبُّ الثِّيَابِ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم الْقَمِيص. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
قيل: وجه أحبية القميص أنه أستر للأعضاء من الإزار، والرداء لأنه أقل مؤنة، وأخف على البدن، ولابسه أكثر تواضعًا. وروي أنه كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم قطنًا قصير الطول والكمين. |
عن أسماءَ بنتِ يزيد الأنصاريَّةِ رَضِيَ الله عنها، قالت: كَانَ كُمُّ قَمِيص رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الرُّسْغِ. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
الرسغ: مفصل الساعد والكف. قال ابن الجزري: فيه دليل أن لا يجاوز بكم القميص الرسغ. وأما غير القميص فالسنَّة أن لا بجاوز رؤوس الأصابع. |
عن معاذ بن أنسٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ تَرَكَ اللِّبَاس تَوَاضُعًا للهِ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، دَعَاهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أيِّ حُلَلِ الإيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا)). رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
في هذا الحديث: فضيلة من ترك الفاخر من اللباس تواضعًا وثوابه؛ لأنَّ من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، ومن تواضع لله رفعه في الدنيا والآخرة. |
عن عمر بن الخَطَّابِ رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ؛ فَإنَّ مَنْ لَبِسَهُ في الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ في الآخِرَةِ)). متفقٌ عَلَيْهِ.
في هذا الحديث: تحريم لبس الحرير على الرجال، وفيه الوعيد الشديد على من لبسه. |
الساعة الآن 09:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir