وفي ظل الإنفاق تظهر لنا صورتين
لنوعين من البشر
النوع الأول أناس ينفقون أموالهم
ليلا ونهارا سرا وعلانية مما أنعم الله
عليهم من ثروات , وتكون النتيجة
زيادة تلك الثروات في الدنيا..
وفي الأخرة النعيم المقيم.
النوع الثاني أناس يبخلون بما
أعطاهم الله من ثروات ,
بل يرمون تلك الثروة ( مثل القمح )
في البحار لكي لا يقل سعرها.
وحين ينفقون الأموال يأخذون
عليها فوائد مضاعفة " الربا "
النموذج الأول
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ
وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ -274
النموذج الثاني
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ
الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا
الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ
الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ
فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ
فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -275
الذين يتعاملون بالربا -
وهو الزيادة على رأس المال-
لا يقومون في الآخرة من قبورهم
إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون;
ذلك لأنهم قالوا:
إنما البيع مثل الربا,
في أن كلا منهما حلال, ويؤدي إلى زيادة المال,
فأكذبهم الله, وبيَّن أنه أحل البيع
وحرَّم الربا; لما في البيع والشراء
من نفع للأفراد والجماعات,
ولما في الربا من استغلال وضياع وهلاك.
فمن بلغه نهي الله عن الربا فارتدع , فله ما مضى قبل أن
يبلغه التحريم لا إثم عليه فيه, وأمره
إلى الله فيما يستقبل من زمانه,
فإن استمرَّ على توبته فالله لا يضيع أجر المحسنين,
ومن عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهي الله عنه,
فقد استوجب العقوبة, وقامت عليه الحجة,
ولهذا قال سبحانه:
(فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
****** ******
خلق الأمانة
وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا
فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ
الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ
وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ
يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ - 283
وقد اشتملت هذه الأحكام الحسنة
التي أرشد الله عباده إليها على حكم
عظيمة ومصالح عميمة دلت على أن
الناس لو اهتدوا بإرشاد الله تعالى لصلحت
دنياهم مع صلاح
دينهم، لاشتمالها على العدل والمصلحة،
وحفظ الحقوق
وقطع المشاجرات والمنازعات، وانتظام
أمر المعاش،
فلله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه
وعظيم سلطانه لا نحصي ثناء عليه.
والأمانة لفظ جامع يتضمن موضوعات
كثيرة ولو تحدثنا عن الأمانة ما وسعنا هذا المقام
ولكن حسبنا أن
نتذكر أننا يجب أن نتخلق بهذه الصفة
العظيمة آلا وهي
الأمانة التي يقوم عليها صلاح الدنيا والاخرة .
ونتذكر أن رسولنا الأمين صلى الله عليه واله وسلم كان يعرف بهذه الصفة , فهو الصادق الأمين صلى الله عليه وأله وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم:
إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة .
قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟
قال :
إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة
الراوي:
أبو هريرة المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6496
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ومن الحديث الطويل لإبي سفيان
مع هرقل , روى البخاري :
أخبرني أبو سفيان :
أن هرقل قال له :
سألتك ماذا يأمركم ؟
فزعمت :
أنه أمركم بالصلاة ، والصدق ،
والعفاف ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، قال :
وهذه صفة نبي .
الراوي:
أبو سفيان بن حرب المحدث:
البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2681
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وعن عبدالله بن عباس ,
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
جماعة من التجار فقال يا معشر
التجار فاستجابوا له ومدوا أعناقهم
فقال إن الله باعثكم يوم
القيامة فجارا إلا من صدق ووصل وأدى الأمانة
الراوي: عبدالله بن عباس المحد:
ابن جرير الطبري - المصدر: مسند علي - الصفحة أو الرقم: 48
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
*****
إن شاء الله تعالى