وبعض آيات من سورة البقرة
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ
جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - 148
فالخلق الذي ينبهنا اليه ربنا
في الآية السابق هو الهمة وبذل
الجهد والمنافسة الشريفة في
عمل الخيرات, والخيرات كثيرة
لا تعد ولكن حسبنا ان نقول أنها
تشمل الخيرات التي تقربنا
من الله تعالى سواء كانت للدنيا كاتقان
العمل أو للآخرة بالصلاة والصوم
والحج والزكاة والجهاد والبر
بجميع اشكاله وألوانه.
***** ***** *****
ومن الأخلاق التي وردت
في هذا الجزء خلق الصبر .
قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ- 153
فالصبر هو:
حبس النفس وكفها عما تكره
فهو ثلاثة أقسام:
صبرها على طاعة الله حتى تؤديها,
وعن معصية الله حتى تتركها,
وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها،
فالصبر هو المعونة
العظيمة على كل أمر, فلا سبيل
لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه،
خصوصا الطاعات
الشاقة المستمرة,
فإنها مفتقرة أشد الافتقار,
إلى تحمل الصبر,
وتجرع المرارة الشاقة،
فإذا لازم صاحبها الصبر,
فاز بالنجاح,
فلهذا أمر الله تعالى به,
وأخبر أنه
﴿مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
أي:
مع من كان الصبر لهم خلقا,
وصفه,
وملكة بمعونته وتوفيقه,
وتسديده،
فهانت عليهم بذلك,
المشاق والمكاره,
وسهل عليهم كل عظيم,
وزالت عنهم كل صعوبة،
وهذه معية خاصة,
تقتضي محبته ومعونته,
ونصره وقربه,
وهذه منقبة عظيمة
للصابرين،
فلو لم يكن للصابرين فضيلة
إلا أنهم فازوا بهذه المعية
من الله, لكفى بها فضلا وشرف