عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2007, 04:19 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مميز
نعناعي ذهبي

إحصائية العضو






SUN LOVE is an unknown quantity at this point

 

SUN LOVE غير متصل

 


كاتب الموضوع : SUN LOVE المنتدى : :: منتدى التراث ::
افتراضي

اسواق دمشق وسيوفها



وليس بين ايدي المؤلفين الذين تحدثوا عن السيوف العربية معلومات عن السيوف هذه وعن طريقة الدمشقة مما دفع الباحثين الى الاعتقاد ان هذه التسمية “الدمشقة “ لاتعني الصناعة بل التجارة ذلك ان دمشق كانت توزع السيوف مع البضائع التي كانت تردها من اطرف الشرق فحملت اسم “دمشق “ مكان التوزيع وهذا زعم خاطئ وهناك رأي يرى ان التسمية جاءت عن صناعة التكفيت والتنزيل المزخرف التي قام بها الدمشقيون على سيوف مصنوعة من فولاذ مستورد وهذا زعم قاصر ايضاً فقد تكون صناعة التكفيت على السيوف منتشرة في دمشق وهي مازالت قائمة حتى اليوم فعلا ولكن هذا لايفسر حقيقة صناعة السيوف الدمشقية التي يقتضي ان تفيد معنى صناعة الفولاذ ذي الجوهر المعين الذي يمتاز به السيف الدمشقي ولتأكيد ذلك لابد من الاجابة عن سؤالين اثنين الاول هل كان السيف الدمشقي موجوداً عبر التاريخ والثاني ماهي ميزاته التقنية المعدنية؟ والحقيقة انها صناعة قديمة في بلاد الشام وكانت معروفة قبل الاسلام ولعلها ابتدأت منذ عهد “ديوفلسيان “ثم برزت في العهد البيزنطي حيث كانت تحصل على الحديد من مناجم الاناضول في اسيا واخنا وكلينكيا العليا ويتحدث المؤرخون العرب عن سيوف شامية اشتهرت في بصرى عاصمة الغساسنة واستمرت رائجة بعد الاسلام .. ويقول الكندي في وصفها انها ذات شفرات حسنة مختلفة القدود من عراض ودقاق وقصار وطوال لم يطبعها احد من صناع بصرى الا”سليمان “طبعها عام 95 م وقطع العمل سنة 109 هـ وتذهّب عقد فرمذها بعد الطرح ويختفي جوهرها وكانت تحمل الى اقليم الجبال بايران.

كما يتحدث الكندي عن السيوف الدمشقية فيقول عرفت تلك بجودتها منذ القدم وامتازت نصالها بقطعها الجيد اذا كانت على سقايتها الاصلية والسيوف الدمشقية اقطع جميع السيوف المولدة وتتراوح اثمانها خمسة عشر درهما الى عشرين.
ويذكر في رسالته ايضا نوعا يسمى سيوف”الشراة “ التي تقع جنوبي بلاد الشام في”البلقاء “ اي في”الاردن “وهي سيوف نصولها من الحديد الانيث”الزماهن “رقيقة طويلة.

واذا اضفنا الى هذه السيوف”الخفيفة “ التي تنسب الى صانعها صخر بن بحر الاحنف بن قيس وكان من مشاهير التبابعة والسيوف الاريحية”التي تنسب الى اريح في الشام والسيوف”الديافية “نسبة الى دياف في جنوبي البتراء فأننا نكون قد جمعنا اهم انواع السيوف الشامية التي كانت معروفة قبل الاسلام وفي صدره حتى عهد الكندي”801 - 870 “والتي كانت تصنع في مسابك خاصة اورد ذكرها ابن عساكر والقلقشندي وغيرها ومن ابرز نماذج هذه السيوف المحفوظة في متحف طوب كابي سراي في استانبول هي . سيف معاوية وهو مستقيم وسيف عمر بن عبد العزيز وسيف مستقيم عليه اسم سعد بن عبادة من الصحابة مع كتابات دمشقية متأخرة وسيف عليه نقوش للسلطان قايتباي .
وانتقلت صناعة السيوف الى الاندلس في طليطلة والميريا خلال القرن الثاني عشر وكذلك الامر في اشبيلية فيما عدا قرطبة،اما غرناطة فلقد اشتهرت بصناعة السيوف في عهد بني عبد الله في القرن الخامس عشر وفي المتاحف الاسبانية نماذج كثيرة عن هذه السيوف .
ولقد برزت مزايا السيف الدمشقي خلال الحرب الصليبية حيث كان السيف مصنوعا من الفولاذ الجوهر فأخذ المحاربون الصليبيون يبحثون عن خصائصة وطرق صنعه فانتقل السيف الدمشقي الى الغرب عن طريق الصليبين وانتشرت كلمة”Damask “ لتعني السيف الدمشقي كما اشتهرت صناعة السيوف الدمشقية تحت اسم”Damascinage “ ولكن صناعة السيف الدمشقي تعرضت الى الانحطاط منذ 1400 بفعل ثلاثة عوامل هي غزو تيمور لنك وانتقال الصناع المهرة الى اصفهان ووفرة الفولاذ الصناعي وعندما جاء الغزو التتري العنيف قام تيمور لنك بأسر جميع العمال الفنيين في سورية وبخاصة صناع السيوف المهرة الذين نقلهم الى سمرقند منذ عام 1400 م ساعيا بذلك الى اضعاف صناعة السلاح في بلاد الشام واحيائها في بلاده مما ادى بهذه الى الاضمحلال والغياب وفي عهد الشاه عباس”1557 - 1628 “الذي ضم العراق الى ملكه استجلب الصناع المهرة من جميع البلدان وخاصة من الشام وتشهد اصفهان من اثار هؤلاء الصناع في ذلك العهد.


محاكاة السيف العربي



ومن المعتقد ان السيف الايراني”الشمشير “الذي اشتهر وخاصة في عهد الشاه عباس وبعده كان محاكيا للسيف الدمشقي فلقد حدثنا السيد عصام العاني عن مخطوط هندي بالارديه موجود في لندن ويتضمن شرحا عن حياة اسد الله الاصفهاني ويذكر ان اسمه الصحيح هو”علي اكبر “وانه استعار اسم اسد الله من اسم صانع دمشقي شهير اسمه اسد الله الدمشقي ولقد حصل السيد عصام العاني على سيف منقوش عليه اسم اسد الله الدمشقي .. ولابد هنا من التذكير ان اسم”اسد الله “اصبح اشبه بالعلامة التجارية الهامه والاساسية واستمر استعمالها خلال قرنين ويزيد .

ومع ذلك فلقد استمرت صناعة السيوف والنصال العربية حتى القرن الماضي ثم انقرضت هذه الصناعة اوكادت عند مابدأ الفولاذ الاوربي الرخيص والذي تقل جودته عن الفولاذ الدمشقي يغزو اسواق الشرق وانقرض .صناع الفولاذ والسيوف في بلاد الشام وغيرها من البلاد العربية وانطوى سر هذه الصناعة عبر العصور ولم يتبق فيها الا قلة من صناع تتوارثها عن الاباء .



لقد كانت صناعة الفولاذ الجوهر قديمة في البلاد العربية حيث نجد ان الكندي قد اشار فيها الى السيوف اليمانية قائلاً”ولاتكاد تخلو السيوف اليمانية من الفرند وهو الجوهر ذو اللون الذي يميل الى السواد يشبه الورق في تناثرها على النصل وقد توضع عليه الرسوم والتماثيل وتكتب عليها الاسماء لتخفي اثر الفرند.

وقبل الحديث عن اسرار اهل دمشق والعرب في صناعة السيوف لابد من التأكد على ان العرب عرفوا صناعة الفولاذ في البواتق ففي كتاب”الحديد “لجابر بن حيان يتحدث الجلدكي فيقول”واما اصحاب الفولاذ فأنهم يأخذون قضبان الحديد ويجعلونها في مسابك لهم مناسبة لما يقصدونه في معامل الفولاذ ويركبون عليه الاكوار ،ويطيلون عليه الفخ بالنار حتى يصيرونه كماء الخزار ويطعمونه بالزجاج وبالزيت المغلي حتى يظهر منه النور في النار ويتلخلص من كثير من سواده بقوة السبك مدى الليل والنهار ولايزالون يرتقبونه في دورانه بالعلامات حتى يتبين لهم صلاحه ويضيء منه مصباحه فيصبونه ويخرجون منه الفولاذ المصفى كبيوض النعام ويصنعون منه السيوف والخوذ واسنة الرماح وسائر العدد “.

ان وصف الجلدكي يبقى كافيا لتأكيد صناعة صهر الفولاذ والحديد من مواده الخام في بلاد الشام ومصر حيث عاش..







رد مع اقتباس