السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما دور التفاهم والتقدير في علاقتك بشريك حياتك؟! هل تستند العلاقة بينكما على قاعدة ثابتة لا تهتز مهما قابلتها من مشكلات؟!
إن للحديث فنًّا وأصولاً، وأيضًا للمناقشة والجدل والخلاف أو الصلح بعد الخصام فن.
إن غياب النقاش، واختلاف وجهات النظر في بعض الأمور بين الزوجين لا يعنى بالضرورة نجاح حياتهما تمامًا. وأيضًا كثرة النقاش والجدال لا يعنى فشل الحياة الزوجية بينهما.
على العكس فقد يكون غياب الحوار والتساؤل والكلام، تأكيدًا للعزلة والتباعد بينهما. فللكلام والنقاش فوائد كثيرة، من بينها محاولة الوصول لرأي مشترك، بالإضافة إلى تحريك المشاعر ونفض الغبار عن العواطف الساكنة، قبل أن يستبد بهما أو بأحدهما أو يصل الأمر إلى الخصام.
الكلام والمصارحة علامتان على صحة العلاقة بينكما، فهما يساعدان على أن يخرج كل واحد منكما مخاوفه أو تحفظاته أو تساؤلاته، وتوقعاته نحو الآخر.
حكمة التصرف وفن التكلم وقت الخلاف بين الزوجين هو ما ينتهي إلى مزيد من التقارب، وإذابة الجليد عن المشاعر، إنه بمثابة تأكيد لمعرفة الطريق والأسلوب الأمثل للتعامل بينكما.
إنه نهاية لأسلوب -اعتاده أحدكما- في التعامل مع الآخر، ظنًّا منه أنه يرضيه، أو أنه لا يغضبه، ولا يؤذي مشاعره.
وقت الخصام وفن الصلح:
وأسس فن التعامل وقت الخصام تعتمد على خطوط عريضة، يمكنك إضافة المزيد إليها، ومن هذه الأسس ما يلي:
1- فكر قبل أن ترد على هجوم أو استياء زوجتك (زوجك)، فقد يكون متعبًا أو مريضًا هذا اليوم -بخاصة- مما يمثل ضغطًا على أعصابه فقد يمكن تفادي مشادة أو خصام قبل أن يبدأ، ثم فكر في إجابة أو رد لطيف يهدئ الجو، وينسي الآخر ما كان ينوي إضافته من عبارات قاسية.
2- تجنب إيذاء مشاعر شريكك أو كرامته بكلام جارح، حتى لو كان صحيحًا، أو إلقاء اتهامات تعبر عن غضبك واستيائك.
3- لا تكرر ردودك أو إجاباتك كلما تناقشتما حتى لا تثير غضب شريكك وحتى لا يزداد الأمر سوءًا، وليحاول أحدكما أن يحتفظ بهدوئه طالما أنه يلاحظ أن الآخر بدأ يفقد هدوء أعصابه.
4- تجنب الردود القاطعة أو التي تدل على أنه لا أمل هناك، مثل: "لقد ولدت هكذا"، "لقد اعتدت هذا"، "لا فائدة" ! "لن تتغير أبدًا"، "أنت دائمًا تسيء فهمي". فكل هذه العبارات وغيرها تفقد الأمل لديكما في الوصول لحل يمكن أن ينهى -أو يحد- من إثارة المشكلات كثيرًا.
5- من الخطأ التعامل مع الموقف بمفهوم: من سيكسب أخيرًا، وكأنها مسابقة أو مباراة.
6- تجنب الشكوى لطرف ثالث ليتدخل بينكما، فكثرة ترديد عيوب أو نقاط ضعف الطرف الآخر، تجسمها وتضخمها، وتوحي باستحالة الوصول للصلح.
7- اشرح لزوجتك (لزوجك) ما يضايقك من أسلوبها، أو كلامها بطريقة مباشرة، بدلاً من تركها في حيرة.
8- اتفقا على أن يأخذ كل واحد منكما دوره في المبادرة بالصلح في أي مرة تختلفان فيها، بصرف النظر عن "من الذي بدأ"؟!
9- تجنب إطالة فترة الخلاف، حتى لا يزيد التباعد بينكما من تضخيم المشكلة مهما كانت صغيرة، واحرصا دائمًا على حل مشكلاتكما والقضاء على ما يعكر صفوكما أولاً بأول.
10- "قبول النفس" و "قبول شريك الحياة" يقي من الوقوع في دائرة الخلاف أو الخصام.
11- لا تدع اليوم يمر والشمس تغرب على خصامكما أو غضبكما، حرصًا على مشاعركما، وعلاقتكما. فالصلح والغفران هما ضمان نجاح حياتكما.