السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان بارأً بأمه, وبعد وفاة أبيه كان هو العائل الوحيد لأسرته.... قام على اخوته
اليتامة في احسن تربية, وملأ البيت حباً وعطفاً و.حناناً... احبته امه حباً شديدا
فجعلت من اخوته خدما له... تقف اخته الصغيرة عند الباب لإستقباله ونزع حذائه,
بينما يبتسم الجميع فرحاً بقدومه.
وتمضي الأعوام ويكبر الأخو ويفكر عبدالله بالزواج بإكمال نصف الدين, فيستشير
والدته فتسر بذلك, وتختار له فتاة ذات مال وجمال... لكنها تفتقر الى الأداب
الإسلامية.. غ7نية بمالها وجمالها, فقيرة في دينها وخلقها..
لقد نسيت تلك الأم ان الجنال الحقيقي هو جمال الروح والخلق... لاجمال الصورة
ولا المنظر, كما نسيت وصية المصطفى(ص): (( فاظفر بذات الدين تربت يداك))
وتزوج عبدالله, لكنه سرعان ما انقلب رأساً على عقب فقد عصته زوجته الجميلة
على أمه فأطاعها وعق أمه واصبح مخلوقا آخر فما باللذي كانت تعرفه...
ولم تكن زوجته الحسناء الخضراء الدمن( هي المرأة الحسناء في المنبت السوء) بأحسن حال منه, فقد كانت هي الخرى عاقة بوالدينها اللذين ربما بخلت عليهم بحساء ساخن في ايام الشتاء الباردة..
وتمضي الأيام... وتحصل هذه الزوجة على ترقية عالية في عملها, فتقيم احتفالا
بهذه المناسبة في افخم فنادق من فنادق المدينة, دعت اليها زميلاتها الاتي يمثلاها
في الثراء او يتظاهرن بذلك... واراردت ان يكون احتفالا متميزا يسمع به القاصي
والداني, فاستقدمت لها فرقة موسيقية بعشرات الألاف من النقود.
وبعذ ليلة لاهية صاخبة انفقت فيها الكثير, عادت الى بيتها, والقت بنفسها على
الفراش الوثير وفجأة........
صرخت بأعلى صوتها: عبدالله... عبدالله... النار.. النار تحرقني.. أحس بأظافر من
حديد تنهش جسمي ..
وتكرر ذلك على زوجها: عبدالله.. النار... النار..
ولما يكن زوجها يرى ناراً, ولكن ذهب مسرعا واحضر ماءً بارداً وصبه عليها,
فما ازدادت الا صراخاً ولا النار الا توهجا في جسمها, وما هي -والله-بالنار,
ولكنها سكرات الموت: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)
ولعلها كانت بداية لعذاب الآخرة جزاء ما اقترفت من معاصي وآثام.
وبعد ساعة من الصراخ والعذاب والألم لفظت انفاسهاالأخيرة على فراشها الوثير
مودعة هذه الدنيا الى عالم النسيان.
أين جاهها الذي احتفلت من اجله؟
أين مالها الذي انفقت في البذخ والإسراف والهو والغناء؟
أين جمالها الذي كانت تفخر به؟
أين وأين.......لقد انتهى كل ذلك ولم يبقى الا العمل..
يا من بالدنيا اشتغل قد غره طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
قال رسول الله (ص)( وإن الله تعالى ليملي للظالم, حتى إذا أخذه لم يفلته)) متفق عليه.