فرعـون
يحتل فرعون مكانا بارزا في تاريخ الطغاة في الأرض, ويمكن القول دون تردد إنه قد احتل مكانه هذا بجدارة واقتدار..
انه يتقدم قومه يوم القيامة الي النار.
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب.
كان فرعون جبارا طوال الوقت.. كان ملكا علي مصر حين كانت مصر أكبر دولة في الأرض.
لقد استكبر وعلا في الأرض وابتلع الشعب المصري كله في جوفه.. علي امتداد مصر كلها لم يكن هناك رأي سوي رأيه هو, ولا كانت هناك إرادة غير ارادته هو.. ذاب الشعب المصري كله في إرادة فرعون وصار فرعون هو مصر وتحولت مصر الي فرعون.
وهذا أول مايفعله استبداد الطغاة بالشعوب.
إنه يعدم إرادة الناس ويجهز عليها ويدمر حرية الانسان التي هي أهم جزء من كرامته كإنسان.
وهذا مافعله فرعون بشعب مصر.. كان ينوب عن مصر كلها ويقوم مقامها وهذا هو الاستبداد في صورته القصوي.
لماذا يدخلون فرعون أشد العذاب.. هذه هي القصة التي تحكيها السطور القليلة القادمة وهي قصة تستمد مادتها الأساسية من القرآن الكريم.. لقد قص علينا الحق تبارك وتعالي من أنباء موسي وفرعون, شاهدنا فرعون خلال حواره مع موسي ومع هامان ومع آله ومع الشعب المصري بل لقد شاهدناه مع نفسه وامام ضميره, وطوال الوقت الذي استغرقه عرض هذه الصور كان فرعون يبدو دائما نموذجا كلاسيكيا في الطغيان.
وبسبب هذا الطغيان والاستبداد استحق فرعون مكانه المتميز في النار.