الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..
يعد المسجد النبوي الشريف أحد أهم المعالم الإسلامية منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا ، ويقع المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وهي مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام والتي هاجر إليها قادماً من مكة المكرمة متوجهاً إليها لتكون بداية جديدة وحاسمة في التاريخ الإسلامي ، وكان رسولنا الكريم قد بنى المسجد النبوي في المكان الذي بركت فيه ناقته القصواء عندما وصل المدينة مهاجراً حيث شارك عليه السلام في بنائه بيديه الشريفتين، وصار مقر قيادته، وقيادة الخلفاء الراشدين من بعده، ومنذ ذلك التاريخ وهو يؤدي رسالته: موقعاً متميزاً للعبادة، ومدرسة للعلم والمعرفة، ومنطلقاً للدعوة الإسلامية حتى يومنا هذا ..
سا اتطرق في هذا الموضوع الى نقاط مهمه في مدينة الحبيب المصطفى
وهي:
قصة بناء المسجد النبوي .
تحويل القبلة إلى الكعبة .
توسعات المسجد النبوي عبر التاريخ .
أولا : قصة بناء المسجد النبوي .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة مهاجرا ووصل إلى المدينة المنورة بعد رحلة طويلة وشاقة وخرج أهل المدينة لاستقباله فنزل النبي صلى الله عليه وسلم أول الأمر ووضع أساس مسجد قباء ثم خرج من هناك حتى وصل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة تحفه جموع المسلمين من المهاجرين والأنصار والناس يرحبون به ويتزاحمون عليه وكل واحد منهم يريد أن يأخذ بزمام ناقته ويستضيفه عنده فكان صلى الله عليه وسلم يقول لهم في رفق: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة". وسارت الناقة في طرقات المدينة وأهل كل حي يتمنون أن ينالوا شرف نزول النبي صلى الله عليه وسلم عندهم إلى أن توقفت الناقة القصواء في مكان لتجفيف التمر يملكه غلامان يتيمان من بني النجار وتقع في وسط المدينة فنزل صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "هاهنا المنزل إن شاء الله". وكان ذلك المكان قريبا من بيت "أبي أيوب" فحمل متاع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته ثم عرض الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشتري ذلك الموضع فقيل له: بل نقدمه لك دون ثمن يا رسول الله فرفض صلى الله عليه وسلم أن يأخذه دون أن يدفع ثمنه فاشتراه بعشرة دنانير .
اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البقعة لتكون مسجداً يجتمع المسلمون فيه لأداء صلواتهم وعباداتهم، وكان في الأرض قبور للمشركين وخِرَب ونخل، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع. وشرع مع أصحابه في بنائه، فاستغرق ذلك عدة شهور، وكان اتجاه القبلة يومئذ إلى بيت المقدس في الجهة الشمالية منه.
أسس النبي المسجد في ربيع الأول من العام الأول من هجرته ، وكان طوله سبعين ذراعاً، وعرضه ستين ذراعاً، أي ما يقارب 35 متراً طولاً، و30 عرضاً وارتفاع جدرانه: 2م، ومساحته الكلية: 1060 متر مربع تقريباً، وجعل أساسه من الحجارة والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار، وكان النبي يبني معهم اللَّبِن والحجارة، وسقفه من الجريد ، وكانت إنارة المسجد تتم بواسطة مشاعل من جريد النخل، توقد في الليل. وجعل للمسجد ثلاثة أبواب :
الباب الأول: في الجهة الجنوبية.
الباب الثاني: في الجهة الغربية، ويسمى باب عاتكة، ثم أصبح يعرف بباب الرحمة.
الباب الثالث: من الجهة الشرقية، ويسمى باب عثمان، ثم أصبح يعرف بباب جبريل.
وروى الإمام البخاري رحمه الله قصة بناء المسجد (7/266-فتح الباري) في حديث طويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه أن النبي : ((أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار فجاؤوا، فقال: يا بني النجار ثامِنوني بحائطكم هذا، فقالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال: فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خِرَب، وكان فيه نخل، فأمر رسول الله بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، قال: فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه (خشبتان مثبتتان على جانبي الباب) حجارة، قال: جعلوا ينقلون ذاك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله معهم يقولون: اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة )) .
ولما ازدحم المسجد النبوي وكثر المسلمون قام النبي بتوسيعه، وذلك في السنة السابعة من الهجرة بعد عودته من خيبر فزاد في طوله عشرين ذراعاً وفي عرضه كذلك، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه هو الذي اشترى هذه البقعة التي أضافها النبي كما في سنن الترمذي (5/3703).