السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين : وليعلم أن الناس
إزاء المصيبة على درجات :
الأولى : الشاكر .... الثانية : الراضي ......
الثالثة : الصابر .... الرابعة : الجازع ...
فالجازع فعل محرما وتسخط من قضاء رب العالمين الذي بيده ملكوت
السموات و الأرض له الملك يفعل ما يشاء .......
و الصابر هو الذي يتحمل المصيبة : أي يرى أنها مرة و شاقة
و صعبة ويكره وقوعها ولكنه يتحمل و يحبس نفسه عن الشئ المحرم
وهذا واجب ....
و الراضي هو الذي لا يهتم بهذه المصيبة ويرى أنها من عند الله
فيرضى رضى تاما و لايكون في قلبه تحسر أو ندم عليها لأنه رضي
رضى رضا تاما وحاله أعلى من حال الصابر ولهذا كان الرضا مستحبا
وليس بواجب ......
و الشاكر هو أن يشكر الله على هذه المصيبة ... ولكن !!! ...
كيف أن يشكر الله على هذه المصيبة .. وهي مصيبة ؟!!
الجواب من وجهين : -
الأول : أن ينظر إلى من أصيب بما هو أعظم .. فيشكر الله على أنه
لم يصب مثله وعلى هذا جاء الحديث (( لا تنظروا إلى من هو فوقكم
و انظروا إلى من هو أسفل منكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله
عليكم )) ......
الوجه الثاني: أن يعلم أنه يحصل له بهذه المصيبة تكفير السيئات
و رفعة الدرجات إذا صبر .. فما في ألآخرة خير مما في الدنيا....
فيشكر الله ....
و أيضا.. أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل و الأمثل
فيرجو أن يكون بها صالحا فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه
النعمة ... والشكر على المصيبة مستحب .. لأنه فوق الرضا ...
و لأن الشكر أيضا رضا و زيادة .