السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
المولد في عرف الناس اليوم لم يكن موجودا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا على عهد أهل القرون المفضلة وإلى مطلع القرن السابع قرن الفتن والمحن ، فكيف يكون إذا دينا ؟ وإنما هو بدعة ضلالة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وزيادة في إيضاح الحكم نقول : إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من محدثات الأمور وأخبرنا أن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة وأن مالكا رحمه الله تعالى قال : لتلميذه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : إن كل ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دينا لم يكن اليوم دينا . وقال : من ابتدع في الإسلام بدعة فرآها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة ، وذلك لأن الله تعالى قال : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا وأن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قال : كل ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو إجماعا فهو بدعة . فهل يكون المولد النبوي بالمعنى العرفي غير بدعة ، وهو لم يكن سنة من سنن الرسول ولا من سنن الخلفاء الراشدين ، ولا من عمل السلف الصالح ، وإنما أحدث في القرون المظلمة من تاريخ الإسلام حيث نجمت الفتن وافترق المسلمون ، واضطربت أحوالهم وساء أمرهم ثم إننا لو سلمنا جدلا أن المولد قربة من القرب بمعنى أنه عبادة شرعية يتقرب بها فاعلها إلى الله تعالى لينجيه من عذابه ، ويدخله جنته فإنا نقول : من شرع هذه العبادة آلله أم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ والجواب لا ، وإذًا فكيف توجد عبادة لم يشرعها الله ورسوله وهذا مستحيل . وشيء آخر أن العبادة لها حيثيات أربع ، وهي كميتها وكيفيتها وزمانها ومكانها فمن يقدر على إيجاد هذه الحيثيات وتحديدها وتعيينها ؟ لا أحد ؟ وعليه فلم يكن المولد قربة ولا عبادة بحال من الأحوال ، وإذا لم يكن قربة ولا عبادة فماذا عساه أن يكون سوى بدعة ؟ ؟