أنتــــــــــــــــــــــــــــــــي مطلـــــــــــــــــــــــــــقه

يَنْظُرُ بَعْضُ المُجْتَمَعَاتِ إلى المُطَلَّقَة بِأنَّهَا امْرَأَةٌ نَاقِصَة .. وَلا يَعْلَمُونَ أنَّ بَعْضَ أسْبَاب الطَّلاق التي دَفَعَتْهَا إليها سَعَادَةٌ لَهَا .. هِيَ فِيْ الحَقِيقَة مُطَلَّقَة .. لَكِنَّهَا بَيْنَ وَالِدَيْهَا تَحُفُّهَا الرِّعَايَة .. قَدْ يُخْطِئُ بَعْضُ الأزْوَاجِ فِيْ حَقِّهَا .. فَتَرَاهُـ تَارَةً يَضْرِبُهَا .. وَتَارَةً بِنَظَرَاتِ الإسْتِحقَارِ يَنْظُرُ إليْهَا .. ولا يَعْلَمُ أنَّهَا بَيْنَنَا كَـ لؤلؤة ..
وَلكِنِّي أقُولُ بِبِدَايَةِ كَلامي :

أنْتِي مُطَلَّقَةٌ .. لَكِنَّكِ في سَعَادَة

" مطلّقة "

يَرَاهَا صَاحِبُ العَقْلِ القَاصِرِ .. بِأنَّهَا فَتَاةٌ مُمَزَّقَة .. أَوْ صَائِعَةٌ ضَائِعَة .. وَ أَوْرَاقُهَا مُتَطَايِرَةٌ .. وَ أَحْلامُهَا مُتَنَاثِرَةْ ..
عَفْوَاً .. أَنَا مُطلّقَة .. إِذَنْ أنَا في سَعَادَةْ .. أنَا فِي حُرِّيَة وَ قَنَاعَة ..
لَمْ أطْلُبُ الطَّلاق .. إلا للهَرَبِ مِنْ كَوَابِيسِ الزَّوَاجْ ..

فَبَعْدَ أنْ كُنْتُ فَتَاة بَيْنَ يَدَيْ زَوجي خَائِفَة .. بِضَرْبِهِ لِيْ آلامٌ مُتَجَرِّحَةٌ .. وَكَثْرَةِ شُرْبِهِ للخَمْرِ قَدْ خَدَّرَهـ

هَا أنَا بَيْنَ يَدي والديَّ مُطلّقة .. لَكِنِّيَ فِيْ حَيَاتِيَ آمِنَة .. لا ضَرْبَ ولا شََتَائِمَ عَلَيَّ صَائِبَة

فَلْتَقُولوا إنِّيَ مُطلّقة .. وَ لَكِنيَ أشْعُرُ بِالسَّعَادَة .. رِضَى النَّاس غَايَةٌ صَعْبَة ..
وَ لَيْسَ النَّاسُ بِأَعلَمَ لِنَفْسِيَ مَالمَصْلَحَة ..

يَسْمَعُونَ بِالرِّجَالِ .. وَلَيسوا كُلُّهم أخْيَار ..
هَذَا لا يَأتيَ إلا فِيْ سَاعَةٍ مُتَأخِّرَةٌ .. وهَذَا يِقْضِيَ أوقاته خَلْفَ القَنَوَاتِ المُظْلِمَة ..
وَأنَا مَنْ لِيَ وَأنَا مُتَزَوِّجَة ؟!

أَصْبَحتُ كَأنِّيَ فَتَاةٌ أَعْزَبَة .. لا يَأتِي زَوجِيَ إلا وأنَا فِيْ نَوميَ غَارِقَه .. دُمُوعِيَ قَدْ أبلت " المخدة " .. وهُمومِيَ قَدْ تَكَاثَرَتْ ..

قُولوا لَهَا مُطَلَّقَة .. كَلِمَةٌ يَراهَا المَرءُ عِبئٌ عَلَى المُجْتَمَعِ .. وَمَاهِيَ وَاللهِ إلا لُؤلؤة مُجَوْهَرَة ..
صَانََهَا الرِّجَالُ .. وَحَفِظَتْهَا أعيُنُ الوَالِدَينِ بَعْدَ ذِيْ الجَلال .. لَيْسَ العَيْبُ بِأنَّهَا مُطَلّقةٌ .. لَكِنَّ العَيبَ تَضْيِعَهَا لِحَيَاتِهَا مَعْ رَجُلٍ لا يَعْرِفُ قَدْرَهَا ..
وَمَنْ بَاعَكِـ أُخْتَاهُـ فًاجْعَلِيهِ بَخْسٌ ثَمَنَهُ ..

إنَّ العَجَبَ هُوَ إذَا كَانَ الرَّجُلُ مُطَلقاً لِزَوجَتِهِ فَهَذهِـ شَجَاعَة .. وإنْ كَانَت المَرأة مُطلّقة فَهَذِهـِ قِلَّةُ تَرْبِيَةْ !!

إن أسوأ المجتمعات .. مجتمع جاهل يغفر للرجل إنحرافه ، ويقتل المرأة على انحرافها ، مع أن الشريعة أوجبت على كل منهما الإستقامة ، وأوجبت لكل منهما الستر حين الزلل .. فمن أين جاء الفرق بين الرجل والمرأة في العقوبة والغفران