ظپظٹ ظ…ظ†ط¹ط·ظپظ‡ط§ ط§ظ„ط®ط·ظٹط±

.

.وصارت العدالة ضالّة بعيدة

**سكنتُ مع آخرين ..وفي السهرة الأولى بدأت أسمع منهم أحاديث سافلة ويتبادلون النكات ويصطنعون الضحك ….فشعرت بذلك الشعور ...كأنّني في هوّة غريب ….وأحسستُ أوّل الأمر أنني أريد الفرار ….ولكنّي محتاج للسكن معهم …!!

...فقلت: إمّا أن تصير تافها مثلهم ..وإمّا أن يصيروا مثلك ….وكلا الأمرين سيستغرق وقتا ..كما ننضج نحن دائما بعد وقت طويل ….ونبكي على سفاهتنا الأولى ..وسيخوض الخير جولة أخرى هنا كما يخوضها في كلّ شارع ………………..

..وبدأتُ خطّتي : قلتُ:فهؤلاء لا يعرفون شيئا ...هُم صفحة فارغة ..ولذلك هم تافهون : فنحن إذا لم ننشغل بالمعرفة تُسرع شهواتنا ..وتكبر شرورنا ….فالمعرفة ذاك النبيّ وذاك العالِم وذاك الشاعر ...وكلّهم يريدون الخير ولكن بعضهم يُصيب وبعضهم يخطىء مكان الخير

.

أُسمعهم عقلي وتفكيري ...فصرتُ ..أقول رأيي وأعلّق وأشرح إذا سمعتُ خبرا ...وهم يستغربون أنّ الحياة لها معنى ولها نهاية ولها ربٌّ وطريق ويستغربون أنّ الأحداث في هذه الأخبار لها معنى ايضا وهي انما أخبار عقلنا الجمعيّ الذي أفرز كلّ هذه الفوضى وهذه الشرور ...قلتُ لهم : فهذا وزير يسرق وهذا قاض يأتيه الأمر أن يحكم بكذا ...وهذا يأخذ قريبه من يده هكذا ويضعه في الوظيفة ويطرد منها من يشاء …وهذا اسمه فساد والعدل فقط حياة سليمة .

.

وهذه الأمّة كانت تكافح كلّ ظلم واستسلمت اليوم لكلّ فساد ...وصارت العدالة ضالّة بعيدة ….ولشدة بُعدها فنحن نكتفي بمنافقة الظالمين والتصفيق لهم ...لننجو منهم ونأخذ شيئا ممّا يُلقون

.

….وقلتٌ لهم :..وصار العربُ غرباء في أوطانهم ...وعلينا أن نعود كما كنّا مسلمين …

وقلتُ : فلماذا أتشعَّبُ هكذا ….بأفكاري ..فلأعلّمهم الإسلام فقط ,,,وهو يربطهم بخالقهم فيتكفّل بأخلاقهم ..ويُعلّمهم الإسلامُ العدلَ والخير ………………………………

.

………وبعد مدّة تعجّبتُ من تغيّر الإنسان : لقد صاروا أجمل من الزهور ومذاقهم أعذب من الماء ...وعقولهم كخزائن الفضة والذهب ...يتكلّمون في كلّ أمر ويفهمون كلّ حق ويحبّون كلّ عدل ……………………..



.

عبدالحليم الطيطي.

آخر تعديل عبدالحليم الطيطي يوم 01-16-2022 في 01:08 PM.