من أين أبدأ ؟
بل كيف أبدأ ؟
المكان كالعادة في مسجد من مساجد الرياض بأحد الأحياء الراقية التي يسكنها ذوي الدخل اللامحدود ..
كنت منزويا بمحراب الإمام وبجانبي شقيقي الآخر : ميكرفون المؤذن و أنا ..بحق لقد تعبت و اشعر أنني سأنهار قريباً ! قريباً سأفعل ذلك ..
دهرا بقيت أشعر أن الكلمات المنفوثة عبري ثلجية لكأنها خرجت من فم رجل اسكيمو فتتجلد كلماته حين تخرج من فيه ! أعذروني شعوري بالخيبة يفعل أكثر من ذلك ..
لم لا أجد الإمام متحمساً كغيره من الأئمة الذين يحدثني عنهم أصدقائي .. لم ؟ سألت شقيقي ميكرفون المؤذن فأجاب بكلمتين : لأنه موظف .
بحق هو موظف لا إمام يؤدي رسالته كما ينبغي أن تكون ..
عشعشت في داخلي الكآبة و خيوط العنكبوت ! ياااااااه ! لا زلت أتذكر ذلك الفتى الذي ألقى عبري كلمة فأجاد و أتقن لدرجة أن المصلين مكثوا بالمسجد لم يغادروه ! فقط استذكار هذه الذكرى يلقي بظلال غريبة علي حتى حينما أخرجها الآن أشعر بغبار الذكرى يندفع من فمي !
تكر السنون ، بدأ المصلون يتذمرون ! بحق أعذرهم فالإمام يلحن بصلاته ، لا أبالغ أنه يقرأ الفاتحة باللكنة البدوية !
حتى حينما يتحمس و تنتابه حالة تجلي و حماس للدعوة لا تتعدى إمساكه بكتاب رياض الصالحين و القراءة منه قراءة سطحية لاغير …لازلت أذكر تضاحك المصلون حينما قرأ ( المسلم كيس قطن ) و الصحيح هو ( المؤمن كيسٌ فطن ) …حالة هلع و هستريا أصابتني يومها فتمنيت أن أصمت لا يلفظ بي كلمة واحدة مدى حياتي .
مازلنا نغذي نفسنا بالأمل أنا و شقيقي ..وبالذات شقيقي يعاني مثلي فأذان المؤذن للأسف صراخ هو لا أذان ..وكأن المسؤولين عن تعيين المؤذنين نسوا أو تناسوا حديث النبي عليه الصلاة و السلام (لقنها بلال فإنه أندى منك صوتاً) ..
يحلم شقيقي بمؤذن ندي الصوت يتغنى بالأذان و يهتف به بمقامات لا بطريقة الحدر تلك …تخيلوا فقط لو كان مؤذن حيكم أو قريتكم هو مؤذن الحرم المكي أو المرحوم المنشاوي ..كيف سيكون التفاعل مع الأذان ! وكأنه حرام على المؤذنين تعلم كيفية أداء الأذان أو حرام علينا سماع صوت ندي يحدونا للآخرة …
هذا السنةلفتت انتباهي حركة غير عادية في الحي و تحرك بعض الأخيار أخيراً لفعل شيء ما لتصويب مسار المسجد ليؤدي رسالته المعنى بها ..
مجموعة من الأخيار بادروا بالإعلان عن ترميم للمسجد ،كنت حينها أدع أن يشمل الترميم عمارة المسجد الحقيقية و تغيير المؤذن و الإمام فقد عانيت منهم كثيرا أنا و المصلين ..
رمم المسجد و بلطت أرضيته بالرخام و السيراميك الفاخر ،تم تغيير سجاد المسجد بآخر جميل و جديد ..نشأت حلقات للقرآن الكريم به تشمل الصغار و الكبار ..ومازلت أنتظر التجديد في أمور أخرى ..
بدأ ذلك الشيخ بكلمات كادت تحترق منها أسلاكي الداخلية ،بحق كانت ملتهبة،حارة،ساخنة..يا إلهي لم أشعر بذلك ؟ رد شقيقي : ليس موظفا !
بدأت الدروس و الكلمات من خلالي تلقى و تصل لبيوت الجيران و بدأ المسجد يكتظ بالمصلين كانت بحق عيناي تشرق بالدموع حينها ..
هذا الرمضان حدث تغيير جذري ،رمضان مختلف عن كل رمضان عايشته هنا ،دروس،حلقات تعليم قرآن،افطار صائم،دعوة،ارشاد…بحق المسجد بدأ بالسير على درب الهدف من بنائه ..
آخر ما تفتقت عنه جماعة المسجد هو (جوال المسجد) المجاني اشتراك برسائل ارشادية ونصائح تبعث للمشترك كل يوم عصرا خلال شهر رمضان و رسائل أخرى تحوي أخبار أهالي الحي ،فلان ختم المصحف هذا جوال والده للتهنيئة 05035…………..
بدأت الأفكار تتوالى و الحمدلله أعيش بنعيم الآن …أنا وشقيقي للتو بدأنا نحس أن رسالة المسجد الحقيقة فعلت وبدأت …
شكرا لكم أيها الطاهرون الايجابيون ….شكرا ملء الأثير الساري في الهواء
مع تحيات /مايكرفون مسجد ……..
( فعلا اصاب الكاتب )
06-17-2009, 04:22 PM
مذكرات ميكروفون
(إظهار)
الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع منذ 04-16-2024, 10:23 PM
(تعيين) (حذف)
العرض العادي
